بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥) اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ
____________________________________
لا تحمل الآفات والعاهات ، إلا أن التسليم هناك ، نوع من التكريم (بِما صَبَرْتُمْ) أي أن تكريمنا لكم بسبب صبركم على مكاره الدنيا ، وأن سلامتكم هذه في الجنة بسبب صبركم في الدنيا (فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) أي نعم عاقبة للدار ما أنتم فيه من النعيم والكرامة.
[٢٦] هذا كان عاقبة المؤمنين العاملين ، فلننظر إلى حال الكفار (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ) إليهم بالإيمان ، بما أودع فيهم من الفطرة ، وأخذ عليهم بلسان الأنبياء (مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) من بعد توثيقه وابرامه (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) فلا يصلون الأنبياء عليهمالسلام والأئمة الصالحين ، ولا يصلون الأرحام والفقراء والمساكين (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بالدعاء إلى الضلال ، والظلم والفتنة ، وما أشبه (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ) الطرد عن رحمة الله سبحانه ، والإبعاد عن الجنة (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) أي نار الدار الآخرة وعذابها.
[٢٧] إن هؤلاء الذين نقضوا عهد الله ، أخذوا يوسعون في أمور دنياهم تاركين الآخرة ، كأنها ليست بشيء ، وكان الدنيا هي التي يجب العمل لها وحدها ، مع أنه ليس كذلك ف (اللهُ) وحده بيده أزمة الدنيا والآخرة ، فهو (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) يوسعه عليه (وَيَقْدِرُ) أي يضيق الرزق لمن يشاء ، من قدر ، بمعنى ضيق ، كما