وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ
____________________________________
على نيّاته ، كمن ليس كذلك من الشركاء الذين يشركونهم مع الله سبحانه؟ إنهما ليسا متساويين طبعا ، ولدي كل عاقل ، فكيف يساوي هؤلاء المشركون الله سبحانه بأولئك الشركاء (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ) في العبادة والإطاعة (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المشركين (سَمُّوهُمْ) من هم أولئك الذين هم شركاء مع الله ، إنها نكرات مجهولة لا شأن لها ، حتى أن المشركين هم بأنفسهم يخجلون من تسميتها على الملأ ، فكيف يتخذونهم شركاء ، (أَمْ تُنَبِّئُونَهُ) أي تخبرون الله سبحانه (بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ) فتخبرون الله بآلهة لا يعلمها الله وأنتم تعلمونها ، إنه كلام للاستهزاء كما إنهم كانوا يستهزئون بالرسول ، ويا للسخرية أن يقولوا هؤلاء الكفار القائم على كل نفس بالأصنام ، أو يجعلون لله شركاء ، سافلة إلى حد لا يقدرون على مجرد تسميتها ، أو يخبرون الله ، بما لا يعلم هو ، وهم يعلمون ، فيكونون أعلم من الله سبحانه؟؟ ثم إن من المعلوم ، إن الشركاء لا وجود حقيقي لهم ، وإنما هي موجودة في أدمغة المشركين ، فعدم علمه سبحانه بالشركاء سالبة بانتفاء الموضوع ، وهناك احتمال آخر ، وهو أن يكون ضمير «لا يعلم» عائدا إلى الصنم ، أي أتخبرون الله بصنم لا يعلم في الأرض فكيف بالسماء ، وهل يقاس ما لا علم له بشؤون الأرض ، وحدها ، بالله الذي يعلم كل شيء ، (أَمْ) إن جعلهم الشركاء ليس على نحو الحقيقة ، وإنما (بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) أي بكلام سطحي ، فلا اعتقاد لهم بالشركاء وإنما يتلفظون بها ، مجرد لفظ فكلامهم حول الشركاء ، ككلامهم حول القصص الخيالية التي يعلمون بها أنها سطحية لا نصيب