وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ
____________________________________
يصح أن يقول الجاهل ، إن كان في علم الله ، أنا أصبح عالما ، فما فائدة تعبي لما يأتني بلا تعب؟ وإن كان في علم الله ، أنا لا أصبح عالما ، كان تعبي في تحصيل العلم هباء ، فإن رده واضح أنه في علم الله أنك تتعب حتى تكون عالما ، الثاني ـ ما فائدة لوح المحو والإثبات ، بينما لا يصير في الخارج ، إلا على طبق أم الكتاب؟ والجواب أن ذلك ليتعلم الملائكة والأنبياء ، ومن إليهم ، فإنه كان يكتب في اللوح ، أن عمر زيد ثلاث سنوات ، ثم إذ رأى الملائكة ومن له اتصال بذلك اللوح أن «الثلاث» محيت وكتب مكانها «ثلاث وثلاثون» عرفوا السبب ، وصار ذلك محفزا للفضائل ، وزاجرا عن الرذائل بالنسبة إلى من علم ، كما لو رأى أحد موظفي الدولة أن في الدفتر غير مقدار راتب أحد الموظفين إلى أرفع أو أنقص لخدمة أو كسالة ، حفزه ذلك ، إلى اجتناب المنقصة ، والعمل بالمنقبة ، وتمام الكلام في علم الكلام.
[٤١] قد سبق إنذار الكفار بقوله سبحانه «ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم» والآن يأتي السياق لبيان أنه سواء أخذ الله الكفار بالعذاب في حياة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أو توفاه صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل ذلك ، فإن ذلك لا يغيّر من طبيعة الرسالة ، فإن الرسول يأمر بالبلاغ ، سواء انتصر على الكفار ، ووصلت بهم القوارع ، أم لا (وَإِنْ ما) أصله «إن» الشرطيّة و «ما» الزائدة ، جيئت زينة للكلام (نُرِيَنَّكَ) يا رسول الله (بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) أي بعض العقوبات التي وعدناها الكفار ، وإنما قال بعض لأن كل العقوبات لا تقع في حياة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنها تدريجية طيلة بقاء الكفر والكافرين (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) ونقبض روحك إلينا