أرانى كلّ يوم فى انتقاص |
|
ولا يبقى مع النقصان شىّ |
ويقال ينقصها من أطرافها أي بفتح المدائن وأطراف ديار الكفار ، وانتشار الإسلام ، قال تعالى : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) (١).
ويقال ينقصها من أطرافها بخراب البلدان ، قال تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (٢) وقال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) (٣) فموعود الحقّ خراب العالم وفناء أهله ، ووعده حقّ لأن كلامه صدقّ ، والله يحكم لا معقّب لحكمه ، ولا ناقض لما أبرمه ، ولا مبرم لما نقضه ، ولا قابل لمن ردّه ، ولا رادّ لمن قبله ، ولا معزّ لمن أهانه ، ولا مذلّ لمن أعزّه.
(وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) : لأن ما هو آت فقريب.
ويقال (سَرِيعُ الْحِسابِ) فى الدنيا ؛ لأنّ الأولياء إذا ألموا بشىء ، أو همّوا لمزجور عوتبوا فى الوقت ، وطولبوا بحسن الرّجعى.
قوله جل ذكره : (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (٤٢))
مكرهم إظهار الموافقة مع إسرارهم الكفر ، ومكر الله بهم توّهمهم أنهم محسنون فى أعمالهم ، وحسبانهم (٤) أنهم سنأ من أحوالهم ، وظنّهم أنه لا يحيق بهم مكرهم ، وتخليته إياهم ـ مع مكرهم ـ من أعظم مكره بهم.
قوله جل ذكره : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (٤٣))
__________________
(١) آية ٢٨ سورة الفتح.
(٢) آية ٨٨ سورة القصص.
(٣) آية ٢٦ سورة الرحمن.
(٤) وردت (وحسناتهم) وهى خطأ فى النسخ.