ويقال (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ) : بالنهار ، (وَلا تُخافِتْ بِها) : بالليل.
قوله جل ذكره : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١١١))
احمده يذكر تقدسه عن الولد ، وأنه لا شريك له ؛ ولا ولى له من الذلّ ؛ إما على أنه لم يذلّ فيحتاج إلى ولى ، أو على أنه لم يوال أحدا من أجل مذلة به فيدفعها بموالاته. ويقال اشكره على نعمته العظيمة حيث عرّفك بذلك.
ويقال له الأولياء ولكن لا يعتريهم بذلّهم ، إذ يصيرون بعبادته أعزّة.
(وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) بأن تعلم أنّك تصل إليه به لا بتكبيرك.
السورة التي يذكر فيها الكهف
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
ما سعدت القلوب إلا بسماع اسم الله ، وما استنارت الأسرار إلا بوجود الله ، وما طربت الأرواح إلا بشهود جلال الله.
سماع (بِسْمِ اللهِ) راحة القلوب وضياؤها ، وشفاء الأرواح ودواؤها.
(بِسْمِ اللهِ) قوت العارفين ؛ بها يزول كدّهم وعناؤهم ، وبها استقلالهم وبقاؤهم (١).
قوله جل ذكره : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١))
__________________
(١) لاحظ الربط بين تفسير البسملة فى أول هذه السورة وبين قصة أهل الكهف ، الذين فنوا عن أنفسهم لبقائهم بالله.