وعبرة فى العفو عند المقدرة ، كيوسف عليهالسلام حين تجاوز عن إخوته.
وعبرة فى ثمرة الصبر ، فيعقوب لما صبر على مقاساة حزنه ظفر يوما بلقاء يوسف عليهالسلام (١).
السورة التي يذكر فيها «الرَّعْدُ»
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(بِسْمِ اللهِ) كلمة سماعها يورث لقوم طلبا ثم طربا ، ولقوم. حزنا ثم هربا ، فمن سمع بشاهد الرجاء طلب وجود رحمته فأذنه لها طرب ، ومن سمع بشاهد الرهبة حزن من خوف عقوبته ثم إليه هرب.
قوله جل ذكره : (المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ)
أقسم بما تدل عليه هذه الحروف من أسمائه إنّ هذه آيات الكتاب الذي أخبرت أنّى أنزّل عليك
فالألف تشير إلى اسم «الله» ، واللام تشير إلى اسم «اللطيف» ، والميم تشير إلى اسم «المجيد» ، والراء تشير إلى اسم «الرحيم». فقال بسم الله اللطيف المجيد الرحيم إن هذه آيات الكتاب الذي أخبرت أنى أنزله على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم. ثم عطف عليه بالواو قوله تعالى : (وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ) هو حق وصدق ، لأنه أنزله على نبيّه ـ صلىاللهعليهوسلم.
قوله جل ذكره : (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ)
أي ولكن الأكثر من الناس من أصناف الكفار لا يؤمنون به ، فهم الأكثرون عددا ، والأقلون قدرا وخطرا
قوله جل ذكره : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ)
__________________
(١) أحسن القشيري إذ جعل خاتمة السورة بمتشابة خلاصة دقيقة لها ، وأوضح العبرة المستفادة من دور كل شخصية فيها.