دلّ على صفاته وذاته بما أخبر به من آياته ، ومن جملتها رفع السماوات وليس تحتها عماد يشدّها ، ولا أوتاد تمسكها. وأخبر فى غير هذه المواضع أنه زيّن السماء بكواكبها ، وخصّ الأرض بجوانبها ومناكبها.
(ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) : أي احتوى على ملكه احتواء قدرة وتدبير. والعرش هو الملك حيث يقال : اندكّ عرش فلان إذا زال ملكه.
قوله جل ذكره : (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ...)
كلّ يجرى فى فلك. ويدلّ كل جزء من ذلك على أنه فعل ملك فى ملكه غير مشترك.
قوله جل ذكره : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣))
بسط الأرض ودحاها ، والجبال أرساها ، وفجّر عيونها ، وأجرى أنهارها ، وجنّس بحارها ، ونوّع من الحيوانات ما جعل البحر قرارها ، وأنبت أشجارها ، وصنّف أزهارها وثمارها ، وكوّر عليها ليلها ونهارها .. ذلك تقدير العزيز العليم.
قوله جل ذكره : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤))