السورة التي يذكر فيها بنو إسرائيل (١)
قوله تعالى وتقدّس : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
كلمة ما سمعها عابد إلّا شكر عصمته ، وما سمعها مالك إلا وجد رحمته ، وما تحقّقها عارف إلّا تعطر قلبه بنسيم قربته ، وما شهدها موحّد إلا تقطّر دمه لخوف فرقته.
قوله جل ذكره : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١))
افتتح السورة بذكر الثناء على نفسه فقال : (سُبْحانَ الَّذِي ..) : الحقّ سبّح نفسه بعزيز خطابه ، وأخبر عن استحقاقه لجلال قدره ، وعن توحّده بعلوّ نعوته.
ولمّا أراد أن يعرف العباد ما خصّ به رسوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليلة المعراج من علوّ ما رقّاه إليه ، وعظم ما لقّاه به أزال الأعجوبة بقوله : (أَسْرى) ، ونفى عن نبيّه خطر الإعجاب بقوله : (بِعَبْدِهِ) ؛ لأنّ من عرف ألوهيته ، واستحقاقه لكمال العزّ فلا يتعجّب منه أن يفعل ما يفعل. ومن عرف عبودية نفسه ، وأنّه لا يملك شيئا من أمره فلا يعجب بحاله. فالآية أوضحت شيئين اثنين : نفى التعجّب من إظهار فعل الله عزوجل ، ونفى الإعجاب فى وصف رسول الله عليهالسلام.
ويقال أخبر عن موسى عليهالسلام ـ حين أكرمه بإسماعه كلامه من غير واسطة ـ
__________________
(١) يقول السيوطي فى الإتقان : «وتسمى أيضا سورة الإسراء ، وسورة سبحان وسورة بنى إسرائيل» الإتقان ط الحلبي سنة ١٩٥١ ح ١ ص ٥٤.
أما القاضي البيضاوي (ص ٣٧٠) فيقول : سورة بنى إسرائيل أو سورة (أَسْرى)