قوله جل ذكره : (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (٩٧))
(١) الكلام واحد والخطاب واحد ، وهو لقوم تيسير ، ولآخرين تخويف وتحذير. فطوبى لمن يسّر لما وفّق به ، والويل لمن خوّف بل خذل فيه. والقوم بين موفق ومخذول.
قوله جل ذكره : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً (٩٨))
أثبتهم وأحياهم ، وعلى ما شاء فطرهم وأبقاهم ، ثم بعد ذلك ـ لما شاء ـ أماتهم وأفناهم ، فبادوا بأجمعهم ، وهلكوا عن آخرهم ، فلا كبير منهم ولا صغير ، ولا جليل ولا حقير ، وسيطالبون ـ يوم النشور ـ بالنقير والقطمير.
سورة طه
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
بسم الله اسم عزيز من تحقّق بجلال عزّته تمحض (٢) فى خلوص عبوديته ، وإذا وصل إلى ضياء صفوته نزل عن سيماء نعوته.
اسم عزيز من عرفه سمت همّته ، وإذا سمت همته سقطت عن الدارين طلبته.
اسم من عرفه زال كربه وطاب قلبه ؛ دينه ربّه (٣) وجنّته حبّه.
اسم عزيز من وسمه بعبوديته حرّره من رقّ شهواته ، وأعتقه من أسر مطالبه ؛ فلا له لمحبوب طلب ، ولا يستفزّه لمحذور هرب.
__________________
(١) أخطأ الناسخ إذ جعلها (وإنما)
(٢) المحض ـ اللبن الخالص ، وتمحض ـ خلص من الشوائب.
(٣) أي عبادته لربه لذاته ؛ لا طلبا لثواب ولا خوفا من عقاب كما هو الشأن فى العبادة التقليدية.