بسم اللّه الرحمن الرحيم
وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
سورة مريم عليها السلام
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
بسم اللّه ، اسم عزيز من عبده واصل جهاده ، ومن طلبه ودّع وساده ، ومن عرفه أنكر أحبابه. ومن يسّر له أوقفه على محبته.
من ذكره نسي اسمه ، ومن شهده فقد عقله ولبّه (١).
اسم عزيز جبلّت القلوب على محبته ، وكل قلب ليس يوقفه على محبته ، فليس بحيلة يصل.
اسم ما اتصفت أشباح الأبرار إلا بعبادته ، وما اعتكفت أرواح الأحرار إلا بمشاهدته.
اسم عزيز من عرفه اعترف أنه وراء ما وصفه.
قوله جل ذكره : (كهيعص (١))
تعريف للأحباب بأسرار معاني الخطاب ، حروف خصّ الحقّ المخاطب بها بفهم معانيها ، وإذا كان للأخيار سماعها وذكرها ، فللرسول ـ عليه السلام ـ فهمها وسرّها.
ويقال أشار بالكاف إلى أنه الكافي في الإنعام والانتقام ، والرفع والوضع على ما سبق به القضاء والحكم.
__________________
(١) المقصود بفقد العقل واللب هنا غيبة التمييز في حال الشهود.