ويقال فى الكاف تعريف بكونه مع أوليائه ، وتخويف بخفيّ مكره فى بلائه.
ويقال فى الكاف إشارة إلى كتابته الرحمة على نفسه قبل كتابة الملائكة الزّلّة على عباده.
والهاء تشير إلى هدايته المؤمنين إلى عرفانه ، وتعريف خواصه باستحقاق جلال سلطانه ، وماله من الحق بحكم إحسانه.
والياء إشارة إلى يسر نعمه بعد عسر محنه. وإلى يده المبسوطة بالرحمة للمؤمنين من عباده.
والعين تشير إلى علمه بأحوال عبده فى سرّه وجهره ، وقلّه وكثره ، وحاله ومآله ، وقدر طاقته وحق فاقته.
وفى الصاد إلى أنه الصادق فى وعده.
قوله جل ذكره : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢))
تخصيصه إياه بإجابته فى سؤال ولده ، وما أراد أن يتصل بأعقابه من تخصيص القربة له ولجميع أهله.
قوله جل ذكره : (إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا (٣))
وإنما ذلك لئلا يطّلع أحد على سرّ حاله فأخفى نداءه عن الأجانب وقد أمكنه أن يخفيه عن نفسه بالتعامي عن شهود محاسنه ، والاعتقاد بالسّوء فى نفسه ، ثم أخفى سرّه عن الخلق لئلا يقع لأحد إشراف على حاله ، ولئلا يشمت بمقالته أعداؤه.
قوله جل ذكره : (قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً)
أي لقيت بضعفي عن خدمتك ما لا أحبّه ؛ فطعنت فى السنّ ، ولا قوة بعد المشيب ؛ فهب لى ولدا ينوب عنى فى عبادتك.
قوله جل ذكره : (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا).
أي إنى أسألك واثقا بإجابتك ؛ لعلمى بأنى لا أشقى بدعائك فإنّك تحبّ أن تسأل.