حاصل من غير دليل عقل ، ولا شهادة خبر أو نقل ، فما هو إلا إفك وبهتان ، وقول ليس يساعده برهان.
قوله جل ذكره : (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١١٨))
اغفر الذنوب ، واستر العيوب ، وأجزل الموهوب. وارحم حتى لا تستولى علينا هواجم التفرقة ونوازل الخطوب. والرحمة المطلوبة بالدعاء من صنوف النعمة ، ويسمى الحاصل بالرحمة باسم الرحمة على وجه التوسع وحكم المجاز (١).
السورة التي يذكر فيها النور
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
بسم الله اسم نذير الوفاة فرقته ، اسم بشير الحياة وصلته ، اسم سبب الرّوح عرفانه ، اسم راحة الرّوح إحسانه ، اسم كمال الأنس إقباله ، اسم ، فتنة قلوب المهيّمين جماله ، اسم من شهده دامت سلامته ، اسم من وجده قامت قيامته ، اسم لا إليه حظوة ، ولا بدونه سلوة.
قوله جل ذكره : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها)
سورة هى شرف لك ـ يا محمد ـ أنزلناها لأن أقلّ ما ورد به التحدي سورة (٢) ؛ فكلّ سورة شرف له عليهالسلام لأنها له معجزة ، بيّناها وشرعنا فيها من الحلال والحرام ، وبيّنا (فيها من الأحكام ما) (٣) لكم به اهتداء ، وللقلوب من غمرة الاستعجام شفاء.
أنزلنا فيها آيات بينات ، ودلائل واضحات ، وحججّا لائحات ؛ لتتذكروا تلك الآيات ، وتعتبروا بما فيها من البراهين والبينات.
__________________
(١) لأن الرحمة ـ فى الأصل ـ وصف للذات ، والنعمة من صفات الفعل.
(٢) إشارة إلى قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) ، وإلى قوله تعالى فى سورة يونس : (قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ).
(٣) ما بين القوسين موجود فى ص وغير موجود فى م.