أخبر أنّك لهم من حيث الصورة والجنسية مشاكل ، والفرق بينك وبينهم تخصيص الله ـ سبحانه ـ إياك بالرسالة ، وتركه إياهم فى الجهالة.
ويقال : قل اختصاصى بما لى من (الاصطفاء) (١) ، وإن كنا ـ أنا وأنتم ـ فى الصورة أكفاء.
قوله جل ذكره : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)
حمل الرجاء فى هذه الآية على خوف العقوبة ورجاء المثوبة حسن ، ولكنّ ترك هذا على ظاهره أولى ؛ فالمؤمنون قاطبة يرجون لقاء الله.
والعارف بالله ـ سبحانه ـ يرجو لقاء الله والنظر إليه
والعمل الصالح الذي بوجوده يصل إلى لقائه هو صبره على لواعج اشتياقه ، وأن يخلص فى عمله.
(وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ) : أي لا يلاحظ عمله ، ولا يستكثر طاعته ، ويتبرأ من حوله وقوّته.
ويقال العمل الصالح هنا اعتقاد (وجود الصراط ورؤيته وانتظار وقته) (٢)
__________________
(١) هنا كلمة منبهمة في الخط ، فوضعنا كلمة (الاصطفاء) من عندنا فهي أليق بالمعنى والسياق.
(٢) هكذا في ص وليس واضحا عودة الضمير في (رؤيته) هل هي على الصراط أم على الحق. فنحن تعلم أن القشيري شافعىّ من حيث مذهبة الفقهي ، ونعلم كذلك أن الشافعي يقول : لو علم ابن إدريس أنه لا يرى ربّه يوم القيامة ما عبده.