يوم الجمعة واختلف في تعيينه. ومثل قوله صلىاللهعليهوآله : «من جدّد قبرا (١٥٩٨) أو مثّل مثالا فقد خرج عن الإسلام» ، حيث قرئ : «جدّد» بالجيم والحاء المهملة والخاء المعجمة ، وقرى «جدث» بالجيم والثاء المثلّثة.
______________________________________________________
بالنسبة إليهما يكون ثالثا. وفي محكيّ المعتبر احتمل كون المراد به أذان العصر ، ولذا قيل بالمنع عنه. وسمّي ثالثا إمّا لما ذكرناه ، وإمّا بالنظر إلى كونه ثالثا بالنسبة إلى أذان الصبح والظهر ، بناء على كون أوّل اليوم من أوّل الفجر الثاني دون طلوع الشمس.
١٥٩٨. الخبر مرويّ عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، واختلف في لفظه ومعناه. قيل : هو جدّد بالجيم لا غير ، كما عن محمّد بن الحسن الصفار. وحكي عنه عدم تجديد القبر وتطيين جميعه بعد مرور الأيّام عليه وبعد ما طيّن عليه في الأوّل. وعن سعد بن عبد الله : حدّد بالحاء غير المعجمة ، بمعنى سنّم قبرا. وعن أحمد بن عبد الله (*) البرقي : جدث ، وفسّر بالقبر.
وفي الفقيه بعد نقل الخلاف : «والذي أذهب إليه أنّه جدّد بالجيم ، ومعناه أنّه نبش قبرا ، لأنّه من نبش قبرا فقد جدّده وأحوج إلى تجديده ، وقد جعله جدثا محفورا» انتهى.
وفي التهذيب في معنى قول البرقي : يمكن أن يكون المعنىّ بهذه الرواية ـ يعني : رواية الجدث ـ أن يجعل القبر دفعة اخرى قبرا لإنسان آخر ، لأنّ الجدث هو القبر ، فيجوز أن يكون الفعل مأخوذا منه. ثمّ حكى عن محمّد بن محمّد النعمان أنّه كان يقول : إنّ الخبر بالخاء والدالين ، وذلك مأخوذ من قوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) والخدّ هو الشقّ ، يقال : خددت الأرض خدّا أي : شققته. وعلى هذه الرواية يكون النهي يتناول شقّ القبر إمّا ليدفن فيه ، أو على جهة النبش على ما ذهب إليه محمّد بن علىّ. وقال : «وكلّ ما نقلناه من الروايات محتمل ، و
__________________
(*) في هامش الطبعة الحجريّة : «في الفقيه بعد نقل قول البرقي : ما أدري ما عنى به. منه دام ظلّه».