[١٨٤٠] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد ثنا أبو معاوية [عن](١) الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما بين النفختين أربعون» ، قالوا : أربعون يوما؟ قال : «أبيت» ، قالوا : أربعون شهرا؟ قال : «أبيت» ، قالوا : أربعون سنة؟ قال : «أبيت» ، قال : ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلّا يبلى إلّا عظم واحد ، وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة».
(وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣))
قوله عزوجل : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ) ، أضاءت ، (بِنُورِ رَبِّها) بنور خالقها ، وذلك حين يتجلى الرب لفصل القضاء بين خلقه فما يتضارون في نوره كما لا يتضارون في الشمس في اليوم الصحو. وقال الحسن والسدي : بعدل ربّها ، وأراد بالأرض عرصات القيامة ، (وَوُضِعَ الْكِتابُ) ، أي كتاب الأعمال ، (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ) ، قال ابن عباس : يعني الذين يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة ، وهم أمة محمد صلىاللهعليهوسلم. وقال عطاء : يعني الحفظة يدل عليه قوله تعالى : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) (٢١) [ق : ٢١] ، (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِ) ، أي بالعدل ، (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ، أي لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم.
(وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) ، أي ثواب ما عملت ، (وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ) ، قال عطاء : يريد أني عالم بأفعالهم لا أحتاج إلى كاتب ولا إلى شاهد.
(وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ) ، سوقا عنيفا ، (زُمَراً) ، أفواجا بعضها على إثر بعض ، كل أمة على حدة. قال أبو عبيدة والأخفش : زمرا أي جماعات في تفرقة ، واحدتها زمرة. (حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها) ، السبعة وكانت مغلقة قبل ذلك ، قرأ أهل الكوفة (فُتِحَتْ) ، و (فُتِحَتْ) بالتخفيف ، وقرأ الآخرون بالتشديد على التكثير (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) ، توبيخا وتقريعا لهم ، (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) ، من
__________________
[١٨٤٠] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ محمد هو ابن العلاء ، أبو معاوية هو محمد بن خازم ، الأعمش هو سليمان بن مهران ، أبو صالح اسمه ذكوان ، مشهور بكنيته.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤١٩٥ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٩٣٥ عن محمد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٩٥٥ والنسائي في «التفسير» ٤٧٨ والطبري ٣٠٢٤١ من طرق عن أبي معاوية به.
(١) سقط من المطبوع.