سورة الجاثية
مكية إلّا آية ١٤ فمدنية وهي سبع وثلاثون آية نزلت بعد الدخان
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥) تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٨) وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٩) مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠) هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (١١))
(حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ) ، قرأ حمزة والكسائي ويعقوب آيات (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ) بكسر التاء فيهما ردّا على قوله : (لَآياتٍ) وهو في موضع النصب ، وقرأ الآخرون برفعهما على الاستئناف على أن العرب تقول إن لي عليك مالا وعلى أخيك مال ، ينصبون الثاني ويرفعونه ، (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ، أنه لا إله غيره.
(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ) ، يعني الغيث الذي هو سبب أرزاق العباد ، (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
(تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) ، يريد هذا الذي قصصنا عليك من آيات الله نقصها عليك بالحق ، (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ) ، بعد كتاب الله ، (وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) ، قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر ويعقوب : تؤمنون بالتاء على معنى قل لهم يا محمد فبأي حديث تؤمنون ، وقرأ الآخرون بالياء.
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) (٧) ، كذاب صاحب إثم يعني النضر بن الحارث.
(يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها)(كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) [لقمان : ٧](فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا) : قال مقاتل : من القرآن ، (شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) ، وذكر بلفظ الجمع ردا إلى كل في قوله : (لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ).
(مِنْ وَرائِهِمْ) ، أمامهم ، (جَهَنَّمُ) ، يعني أنهم في الدنيا يمتعون (١) بأموالهم ولهم في الآخرة النار يدخلونها ، (وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا) ، من الأموال ، (شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) ، ولا ما عبدوا من دون الله من الآلهة ، (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ).
__________________
(١) في المطبوع «ممتعون» والمثبت عن المخطوط (ب)