أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا إبراهيم بن سهلويه حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا وكيع عن ثابت بن أبي صفية عن أصبغ (١) بن نباتة عن علي قال : «من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة ، فليكن آخر كلامه من مجلسه سبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين».
سورة ص
مكية وهي ثمان وثمانون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (٢) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (٣) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (٥) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (٦) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (٧) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨))
(ص) ، قيل : هو قسم ، وقيل : هو اسم للسورة كما ذكرنا في سائر حروف التهجي في أوائل السور ، وقال محمد بن كعب القرظي : ص مفتاح اسم (٢) الصمد وصادق الوعد. وقال الضحاك : معناه صدق الله.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما : صدق محمد صلىاللهعليهوسلم ، (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) ، أي ذي البيان ، قال ابن عباس ومقاتل وقال الضحاك : ذي الشرف ، دليله قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) [الزخرف : ٤٤] ، وهو قسم ، واختلفوا في جواب القسم ، قيل : جوابه قد تقدم ، وهو قوله (ص) أقسم الله بالقرآن أن محمدا قد صدق.
وقال الفراء : «ص» معناها : وجب وحق فهي جواب قوله : (وَالْقُرْآنِ) ، كما تقول : نزل والله ، وقيل : جواب القسم محذوف تقديره : والقرآن ذي الذكر ما الأمر كما يقول الكفار ودلّ على هذا المحذوف. قوله تعالى : (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، قال قتادة : موضع القسم قوله : (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، كما قال [ق](وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا) [ق : ١ و ٢]. وقيل : فيه تقديم وتأخير تقديره : بل الذين كفروا ، (فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) ، والقرآن ذي الذكر.
__________________
المنعم بن بشير ، وأنه ضعيف جدا.
ـ وله علة أخرى ، وهي أحمد بن رشد بن شيخ الطبراني متهم متروك ، فهذا شاهد لا يفرح به. وانظر «الكشاف» للزمخشري برقم ٩٥٢ و «تفسير القرطبي» ٥٢٣٣ و «تفسير الشوكاني» ٢١٣٣ وهي جميعا بتخريجي ، ولله الحمد والمنة.
(١) في المخطوط «الأصبغ».
(٢) في المخطوط «اسمه».