من الموت والأوصاب والشياطين.
(لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) ، أي سوى الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا ، وبعدها وضع : (إِلَّا) موضع سوى بعد ، وهذا كقوله تعالى : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) [النساء : ٢٢] ، أي سوى ما قد سلف ، وبعد ما قد سلف ، وقيل : إنما استثنى الموتة الأولى وهي في الدنيا من موت في الجنة لأن السعداء حين يموتون يصيرون بلطف [الله تعالى](١) إلى أسباب الجنة ، يلقون الروح والريحان ويرون منازلهم في الجنة ، فكان موتهم في الدنيا كأنهم في الجنة لاتصالهم بأسبابهم ومشاهدتهم إيّاهم. (وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ).
(فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٥٧) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (٥٩))
(فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ) ، أي فعل ذلك بهم فضلا منه ، (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ) ، سهلنا القرآن كناية عن غير مذكور ، (بِلِسانِكَ) ، على لسانك ، (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) ، يتعظون.
(فَارْتَقِبْ) ، فانتظر النصر من ربك. وقيل : فانتظر لهم العذاب. (إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) ، منتظرون قهرك بزعمهم.
[١٩٠٧] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسين بن فنجويه ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أبو عيسى موسى بن علي الختلي ثنا أبو هاشم (٢) الرفاعي ثنا زيد بن الحباب ثنا عمر بن عبد الله بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك».
__________________
[١٩٠٧] ـ باطل. إسناده ضعيف جدا ، مداره على عمر بن عبد الله متروك الحديث ، وضعفه الترمذي جدا بقوله : قال البخاري :
منكر الحديث. واتهمه ابن حبان بوضع الحديث.
ـ أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٨٨٨ والبيهقي في «الشعب» ٢٤٧٥ وابن الجوزي في «الموضوعات» ١ / ٢٤٨ من طرق عن زيد بن الحباب بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن عدي ٥ / ٦٥ من طريق عمر بن يونس عن عمر بن عبد الله بن أبي خثعم به.
ـ قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ، وعمر بن أبي خثعم يضعّف. قال البخاري : وهو منكر الحديث.
ـ وقال ابن حبان ، يصنع الحديث.
ـ وحكم ابن الجوزي وبوضع الحديث وهو كما قال لما فيه من مبالغة ، وانظر «الكشاف» ١٠١٩ و «تفسير القرطبي» ٥٤٥٩ بتخريجي.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المخطوط (ب) «هشام».