نباتها ، والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها والأرض ثلثي نباتها ، والثالثة تمسك السماء قطرها كله والأرض نباتها كله ، فلا يبقى ذات ظلف ولا ذات ضرس من البهائم إلّا هلك ، وإن من أشد فتنته أنه يأتي الأعرابي فيقول : أرأيت إن أحييت لك إبلك أليس تعلم أني ربك؟ فيقول : بلى ، فيتمثل له الشيطان نحو إبله كأحسن ما يكون ضروعا وأعظمه أسنمة ، قال : ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات أبوه فيقول : أرأيت إن أحييت لك أباك وأخاك ألست تعلم أني ربك؟ فيقول : بلى ، فيتمثل له الشيطان نحو أبيه ونحو أخيه». قالت : ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم لحاجته ، ثم رجع القوم في اهتمام وغم مما حدثهم ، قالت : فأخذ بلحمتي الباب فقال : مهيم أسماء؟ فقلت : يا رسول الله لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال ، قال : «إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه ، وإلّا فإن ربي خليفتي على كل مؤمن» ، قالت أسماء فقلت : يا رسول الله والله إنا لنعجن عجينا فما نخبزه حتى نجوع فكيف بالمؤمنين يومئذ؟ قال : «يجزيهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس».
[١٨٥١] وبهذا الإسناد أخبرنا معمر عن ابن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة ، السنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، والجمعة كاليوم ، واليوم كاضطرام السعفة في النار».
[١٨٥٢] أخبرنا أبو سعيد الطاهري أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز أنا محمد بن زكريا العذافري أنا إسحاق الدبري ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال : قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال فقال : «إني لأنذركموه ، وما من نبي إلّا أنذر
__________________
[١٨٥١] ـ صحيح. إسناده غير قوي لأجل شهر بن حوشب ، لكن للحديث شواهد.
ـ ابن خثيم هو عبد الله بن عثمان.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤١٥٩ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «مصنف عبد الرزاق» ٢٠٨٢٢ عن معمر به.
ـ وأخرجه أحمد ٦ / ٤٥٤ من طريق عبد الرزاق به.
ـ وأخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» ص ٣٣٧ من طريق عبد الله بن عثمان بن خيثم به.
ـ وفي الباب من حديث أبي أمامة أخرجه نعيم بن حماد ص ٣٣٧ وإسناده حسن في الشواهد لأجل عبد الله بن عمر الحضرمي ؛ فإنه مقبول.
ـ وله شاهد من حديث جابر عند أحمد ٣ / ٣٦٧ وذكره الهيثمي في «المجمع» ٧٠ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤ وقال : رواه أحمد بإسنادين ، رجال أحدهما رجال الصحيح.
ـ وفي الصحيح من حديث النواس بن سمعان «.... قال : أربعون يوما ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم ...» وقد تقدم في سورة الكهف عند آية : ٩٨.
[١٨٥٢] ـ صحيح. إسحاق الدبري ، ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ عبد الرزاق بن همام ، معمر بن راشد ، الزهري محمد بن مسلم ، سالم بن عبد الله بن عمر.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤١٥٠ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «مصنف عبد الرزاق» ٢٠٨٢٠ عن معمر به.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ١٤٩ من طريق عبد الرزاق به.
ـ وأخرجه البخاري ٣٠٥٧ و ٦١٥٧ ومسلم ٢٩٣٠ ح ٩٧ من طريق معمر به.
ـ وأخرجه أبو داود ٤٧٥٧ والترمذي ٢٢٣٦ وأحمد ٢ / ١٤٩ من طريق عبد الرزاق بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن حبان ٦٧٨٠ من طريق هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن ابن عمر بأتم منه.