ينفع ويضر. وقال الحسين بن الفضل : أي لم نكن نصنع من قبل شيئا أي ضاعت عبادتنا لها ، كما يقول من ضاع عمله : ما كنت أعمل شيئا. قال الله عزوجل : (كَذلِكَ) أي كما أضل هؤلاء ، (يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ).
(ذلِكُمْ) العذاب الذي نزل بكم ، (بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ) تبطرون وتأشرون ، (فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) تفرحون وتختالون.
(ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٦) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ) ، بنصرك ، (حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) ، من العذاب في حياتك ، (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) ، قبل أن يحل ذلك بهم ، (فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ).
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ) ، خبرهم في القرآن ، (وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) ، بأمر الله وإرادته (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ) ، قضاؤه بين الأنبياء والأمم ، (قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ).
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٨٠) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ (٨١) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨٣) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ (٨٥))
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها) [أي](١) ، بعضها ، (وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ) ، في أصوافها وأوبارها وأشعارها وألبانها. (وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ) ، تحمل أثقالكم من بلد إلى بلد ولتبلغوا عليها حاجاتكم ، (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) ، أي على الإبل في البر وعلى السفن في البحر ، نظيره قوله تعالى : (وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) [الإسراء : ٧٠].
(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) ، دلائل قدرته ، (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ).
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ) ، يعني مصانعهم وقصورهم ، (فَما أَغْنى عَنْهُمْ) ، لم ينفعهم ، (ما كانُوا يَكْسِبُونَ) وقيل : هو بمعنى الاستفهام ، ومجازه : أي شيء أغنى عنهم كسبهم.
(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا) ، رضوا ، (بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) ، قال مجاهد هو قولهم نحن أعلم لن نبعث ولن نعذب ، سمي ذلك علما أعلى ما يدعونه وهو في الحقيقة جهل. (وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ) (٨٤) ، يعني تبرأنا مما كنا نعدل بالله.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.