المركبات الداخلة في تركيب الخلية العصبية بعض المواد الدسمة التي لها دور في قبول المواد المنومة العديدة مثل الاتير والكلورفورم وغاز أول أوكسيد الازوت والسيكلوبروبان ، والأخيران هما من الغازات الطيارة بالاضافة إلى أنواع سائلة كما في النوعين الاولين والهالوتين وتري كلور الاتيلين وأتيل الكلورايد ( اسماء علمية لطائفة من المخدرات ) وهكذا تقدمت الجراحة شوطاً بعيداً بفضل هذه الخاصية التي تتمتع بها الخلية العصبية وهي اصطفاء المواد المنومة ولنتصور كيف يمكن فتح بطن أو إجراء أي عمل جراحي بدون تخدير بل قلع سن لا أكثر ، فكيف بجراحة القلب المفتوحة أو المغلقة ، أو بجراحة الدماغ أو بالجراحات التي تستغرق الساعات الطوال والتي قد تمتد إلى ١٠ ساعات بالطبع لولا وجود مواد التخدير هذه لما أمكن للجراحة أن تتقدم كل هذا التقدم ولقد وجد ان التخدير يبدأ اولاً فيثبط المراكز القشرية والروحية في المخ ثم يؤثر على المخيخ والنويات القاعدية في المخ ثم يؤثر ثالثاً على النخاع الشوكي واخيراً على المراكز البصلية وهنا يكمن أشد الخطر لأن مركز التنفس يوجد في هذا المكان وكما ذكرنا ان المادة المخدرة لا تنزل بشكل شاقولي في المراكز العصبية لان النخاع هو القطعة السفلى ، بل تقفز عن البصلة ، ولو لم يكن هذا الترتيب لمات المخدّر ولما أمكن اجراء أي عمل جراحي بل كانت المواد المخدرة مميتة.
فانظر إلى هذه الدقة وهذا التسلسل البديع في عمل المخدرات ، فكيف ثم هذا الأمر ورتب بهذه الكيفية حتى يخدم الانسان ، حتى لقد قيل ان الجراحه ما كانت لتتقدم لولا التخدير والصادات الحيوية ( مثل البنسلين والسولفا والكلورامفنكول والتتراسكلين وسواها ) ، ( وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعاً من منه ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) سورة الجاثية.