الغدد ( النخامة ) بالسيطرة على توازنات هذه الغدد ذات الافراز الداخلي.
والآن لنتأمل كيف يتم التنظيم الحروري بشكل مفصل أكثر بعد أن أخذنا نظرة إجمالية : إن حرارة الجسم تستقر حول رقم معين لا تتجاوزه هي في الانسان ٣٧درجة ، وفي الحيوانات الثديية ٣٩ درجة ، وفي الطيور ٤١ درجة ، وهذا الرقم يبقى مستقراً لا ينزل ولا يصعد إلا في الحالات المرضية خاصة الحموية ( أي المسببة عن الحمى ) هذا مع العلم ان درجة الحرارة في سيبيريا قد تصل إلى الدرجة ـ ٦٢ أي ٦٢ درجة تحت الصفر كما قد تصل إلى الدرجة (٦٠) فوق الصفر ف منطقة الصحراء الكبرى في بلاد الطوارق في شمال أفريقيا ...
فكيف يبقى البدن بعد كل هذا الاضطراب في الحرارة الخارجية محتفظاً بحرارته في درجة حرارة معينة لا يزيد ولا ينقص؟ ان الكارثة سوف تحل لو انخفضت درجة الحرارة إلى حج معين أو إذا ارتفعت الحرارة إلى ٤٣ ـ ٤٥ درجة ، كما ان الكريات البيض تموت تحت الدرجة ٢٥ وفوق الدرجة ٤٣ ، ومعنى هذا انتهاء الإنسان لان مناعة الانسان تتركز في الكريات اليبض ، فكيف يحصل هذا الاتزان السحري العجيب؟ لنتصور الآن ان درجة الحرارة التي تحيط بنا بلغت الدرجة (٤٠) وهي الدرجة عالية في أيام الصيف شديدة الحر ، تبعث الجسيمات الحسية المتوزعة تحت الجلد والمختصة بالحرارة ويبلغ عددها ما يزيد عن [ ٢٠٠,٠٠٠ ] مائتي ألف جهاز ـ وكل جهاز يحتاج وحده إلى شرح مطول ـ تبعث هذه الجسميات بالاخبار عبر أسلاك البرق المتشعبة في الجسم إلى كل نقطة ، وهي الالياف العصبية ، فتصل الاخبار إلى المقسم الأول في تلقي الاخبار وهو النخاع حيث تدخل من المنطقة الخلفية مع آلاف الاخبار الاخرى ، ومن خلايا القرون الخلفية للنخاع المختصة