بنسبة معينة وبكيفية معينة ليشفي مرضاً مخيفاً له حساب احتمالات فوق التصور.
بل كيف لو أن هذا المزيج ركب خلية أو كائنا حياً سواء أكان نباتاً أم حيواناً بالطبع إن هذا لا يدخل ولا يندرج في البحث أصلاً لأن امكانيات المصادفة تقف عند هذه العتبة وهي انبثاق الحياة. ومثل آخر يلقي نوراً في هذا البحث وهو مثل المطبعة .. لو فرضنا انه لدينا مطبعة وفيها نصف مليون حرف ثم حدثت هزة أرضية القت الحروف بعضها فوق بعض حتى اختلطت إلى حد كبير وتراكمت فوق الارض ثم عدنا بعد ذلك إلى المطبعة بعد أن انتهت الهزة الأرضة لنرى خليطاً غير متجانس من الحروف والكلمات ان هذا هو الأقرب للمعقول ولكن كيف الحال إذا رأينا جملة أو جملتين مفيدتين فيهما معنى جميل أو مثل عميق أو بيت من الشعر بالطبع ان هذا بعيد جداً ، وحتى لو حدث سيثير دهشة واستغراباً عميقين عند من يرى هذا الشيء ، وبالطبع ان هذا يعود إلى قانون الاحتمالات وهو هنا تزاحم الحروف حتى تشكل الكلمات ولقد مر معنا ان سحب عشرة أرقام متتالية واحتمال خروجها مرتبة بعضها خلف بعض بالترتيب هو احتمال واحد ضد عشرة مليارات ولكن هنا المثل معقد جداً فهو ليس تزاحم عشرة أرقام بل خمسمائة الف حرف؟! فالمثل يبلغ حداً من التعقيد بحيث ان قانون الاحتمالات يصل إلى درجة المستحيل فيما إذا رجعنا إلى المطبعة لنجد قصيدة مؤلفة من ألف بيت من الشعر الموزون الجميل ذي المعنى العميق والوزن المتناسق ولا يوجد فيها أي خلل لغوي .. بالطبع ان هذا في عالم المستحيل لأنه في عالم الرياضيات ـ وهو عالم دقيق ـ توجد حسابات دقيقة محددة