بضعف القدرة على التمييز في الليل والظلام ، ونتساءل ما هو السر في ان هذه المادة إذا تركبت أثرت على الرؤية الليلية ونقلت سيالة عصبية معينة إلى قشر الدماغ؟
إن هذا السؤال بالاضافة إلى أسئلة أخرى لا يستطيع العلم أن يجيب عنها الآن ، ان العين تضاعف من قدرتها على التمييز بشكل هائل لا يكاد يصدق فأنت أيها القارىء ترى في وضح النهار حيث تكون الانارة متوسطة وتبلغ هذه واحد لامبير ( وحدة ضوئية للرؤية ) ولكن هذه القدرة يمكن أن ترتفع إلى ١٦ ضعف كما يمكن أن تنخفض إلى ٢٠ مليون ضعف وهكذا يبلغ احساس العين ما بين الحدود الدنيا والحدود القصوى ما ينوف على ٢٠ مليون ضعف!! فبامكان العين أن ترى حتى إذا بلغت الرؤية مقدار ( ٠.٠٠٠٠٠٠٧ ) لامبير ، وإذا زادت عن الحدود القصوى أحست العين بشعور مؤلم ، كما ان المقدار الضوئي إذا نزل إلى ما دون الحدود الدنيا لم تعد تشعر العين بشيء.
ويجب أن نعلم ونحن على مدخل بحث الألوان أن العين لكي ترى الشيء يجب أن تتوافر فيه أربعة شروط : الضوء الكافي + الطوال الكافي للرؤية + المدة الكافية حتى يرتسم الخيال على الشبكية + طول الموجة الكافية حتى يمكن للعين أن ترى ، لأن العين لا ترى كل الموجودات فإذا زادت طول موجة (١) الضوء أو نقصت عن حد معين لم تعد ترى العين شيئاً ( حدود العين في أطوال الموجات ما بين ٠.٤ ـ
__________________
(١) مرت كلمة الموجة في أكثر من مكان فلقد وجد ان الصوت والضوء يمشي بشكل أمواج كأمواج البحر الدفاقة ولكن بشكل منتظم بحيث ان كل الموجات متشابهات وطول الموجة هو البعد ما بين مرتفعين لقمتي الموجتين التتاليتين ، أو المسافة بين منخفضين متتاليين لموجتين المتتاليتين وهكذا.