القارىء بالله عليك ما فائدة الآيات إذا لم توصل إلى الإيمان ، وهل يكفي أن نقول ان الماء فيه سر الحياة وفيه خواص عجيبة ومدهشة ثم نأتي لنستشهد بالقرآن فنقول : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) وباقي الآية؟! فلتبلغ!! ان تتمة الآية هو المقصود من سوق الآية فالماء وغيره آية تشده البصيرة وتقود إلى الايمان ، ولذلك كانت الآية القرآنية كما يلي : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون ) سورة الأنبياء.
وطالما سار الأمر في هذا البحث ، فلنسمع شهادة التاريخ وشهادة العلماء لا لندعم به إيماننا ، ولكن لنحاكم أولئك الذين لا يصدقون إلا بما يقوله أصحاب الاسماء الرنانة ، والشهادات العريضة ، ونسوا ان الانسان مهما بلغ علمه ، وارتفعت خبرته فانه لا يحيط بالوجود ، ولا ينفذ إلى خزائن الأسرار ، لأنه مركب من نقص ، وضعف وقصور ، وهوى ، ( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا ) سورة النساء.
لنذكر أولاً احصائية قام بها العالم دينرت (١) عن كبار العلماء والفالسفة في القرون الاربعة الاخيرة ، وكان عددهم (٢٩٠) عالماً ، فوجد ما يلي : (٢٨) منهم لم يصلوا إلى عقيدة ما ، (٢٤٢) أعلنوا إيمانهم على رؤوس الاشهاد و (٢٠) لم يكونوا يبالون بالوجهة الدينية ، وهذا يعني أن ٩٢% أظهروا إيمانهم أمام الناس ، وهذا ما يثبت الفكرة التي طرحناها لامتنا وهي ان العلم والطب هما من جملة محاريب الإيمان ، ولنسمع إلى اقوال بعض العلماء في هذا الصدد :
١ ـ الطبيب المشهور باستور : ( الإيمان لا يمنع أي ارتقاء كان ،
__________________
(١) نقلاً عن كتاب روح الدين الإسلامي ، عفيف عبد الفتاح طبارة ص ٨٢ [ معظم الفقرات ].