يقضم محتويات الجدار مع العروق الدموية فينسكب الدم الغزير بشكل برك تحيط بهذه العلقة!! لأنها علقت في جدار الرحم وتنغمس الأرجل الأخطبوطية في برك الدم لتمتص الغذاء للجنين.
العلقة واللوحة المضفية :
وهكذا نرى أن العلقة الإنسانية تصبح محاطة من كل الجوانب بالزغابات الكوريونية التي تمتص من الدم كل ما يلزم لتخلق الجنين من الماء والأملاح المعدنية والفيتامينات والكريات والاحينات والدسم فهل هناك أعجب من أن يكون المرء في غرفة ، والمواد الغذائية من فواكه وخضروات ومآكل طيبة ووجبات دسمة تقدم له من السقف والأرض والنوافذ وجدران الغرفة ، إن هذا هو ما يحصل بالضبط للعلقة الانسانية حين تتغذى!! ... لو دخلنا الى داخل هذه العلقة لوجدنا أن بعض المناطق منها لها شكل يختلف عن بقية المناطق ، هذا المكان رقيق يشبه اللوحة أو القرص الصغير سمي باللوحة المضفية وهو أبعد الأماكن التي يتخيلها الذهن والتي يمكن أن تكون مصدر الكيان الإنساني ، وهكذا نرى أن أكداس الخلايا التي تكونت وشكلت ما يعرف بالتوتة يختص قسم منها بالتكوين الخارجي للمضغة ويختص قسم صغير منها في تكوين الخريطة الأولى للمساحة الانسانية ، هذه اللوحة يسمونها بمجموع الوريقات التي ستتخلق منها الأعضاء وهي تعرف بالوريقة الباطنة والظاهرة والمتوسطة فلنر الآن كيف ستبدأ عملية التخلق ... تظهر ميزابة في وسط المضغة والتي ستكون في المستقبل الدماغ والنخاع كما تظهر بجانبها قطع عرفت بالقطع البدئية ومن هذه القطع تتولد الفقرات وامتدادها العظمي وهي عظام الأطراف ومنها العضلات حيث تمتد لتكون عضلات كل الجسم ، والعجيب أن العظام تتكون بالأصل ثم تأتي العضلات بعد ذلك لتكسوها وصدق الله العظيم ( فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ) ثم تبدأ