تصبح في موعد الولادة مخلوقاً متكاملاً يزن ثلاثة آلاف ومئتين وخمسين غراماً (٣٢٥٠) غراماً ويبلغ مقدار خلاياه (٢٠٠) بليون خلية أو على ما ذكر صاحب كتاب « لماذا نموت » الدكتور عبد المحسن صالح ألف مليون مليون خلية وهو رقم هائل ، وهذا نتيجة الانقسامات العديدة ، وأما الوزن فقد ازداد ما يفوق على ثلاثة آلاف مليون مرة عما كان عليه عندما كان يرقد في الخلية الأولى؟!! ..
بعد أن يتم تلقيح البيضة تضرب في محيطها الخارجي جداراً كتيماً بحيث أن جميع النطف التي تأتي بعد ذلك وتضرب برؤوسها الجدار لا تستطيع اختراقها وهكذا تموت بقية النطف. ثم لنتابع رحلة البيضة الملقحة حيث نجد أنها تبدأ بالانقسام بشكل سلسلة هندسية ٢ ، ٤ ، ٨ ، ١٦ ، ٣٢ ، ٦٤ ، ١٢٨ ، ٢٥٦ ، ٥١٢. وهذا ينتج عدداً ضخماً من الخلايا مع عدم زيادة حجم البيضة الأصلية اي أن الذي يحصل هو تقسم البيضة فقط واثناء هذا الانقسام تكون البيضة سائرة في نفق البوق حيث تدفعها التيارات المصلية الموجودة في البوق وتستغرق هذه الرحلة عبر هذا النفق البوقي قرابة عشرة أيام حيث يكون الانقسام قد أخذ ذروته وعلى ما يذكر البعض يحصل قرابة خمسين انقساماً وعندما تصل إلى الرحم يكون الغشاء المخاطي الرحمي مهيأ لاستقبالها كما ذكرنا وهنا يبدأ عمل عجيب ومهم وهو دخول البيضة إلى داخل الجدار الرحمي والجدار مغلق أمامها؟ ثم لا نلبث أن نرى أن هذه البيضة التي أصبح لها شكل التوتة من كثرة ازدحامها بالخلايا أن تمد أرجلاً كأرجل الاخطبوط تعمل بقوة وعنف في فتح الجدار الرحمي أمام التوتة ، وعندما يتم لها ذلك تنطمر هذه البيضة التوتية في جدار الرحم ويغلق الباب الذي فتح لها خلفها ثم ماذا؟ إن هذه الأرجل الأخطبوطية تمتد على مدار التوتة وهي ما تعرف بالزغابات حيث تقوم