سميعاً بصيراً ) ولقد وجد أن هذه الخلية الملقحة لها زمان ومكان إذا قدمت أو أخرت لم يحصل الالقاح ولم يتم تخلق الإنسان ، فأما الزمان فالبويضة تنزل في اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية وتعيش لساعات قليلة أو يوم على ابعد حد إذا لم تلتق بالحيوان المنوي وكذلك فإن الحيوان المنوي يدخل إلى البوق وله من العمر ٣ ـ ٤ أيام لا أكثر فإذا حصل التلقيح كان عمره عمر الإنسان وإذا لم يحصل مات في ايام فأي سر في التلقيح ومن الذي وهب هذه القدرة العجيبة لهذه البيضة الملقحة؟ وأما المكان فلقد وجد أن المثلث الوحشي ( الثلث البعيد عن الرحم فيما إذا قسمنا النفير إلى ثلاثة أقسام : ثلث قريب من الرحم وثلث متوسط وثلث بعيد عن الرحم ، ونسأل لماذا هذا المكان بالذات حتى أن التلقيح لو حصل في غير هذا المكان لا يتم ولا يتابع سيره؟ على العلماء ذلك تعليلات شتى ولا يوجد تعليل واضح موحد للقضية سوى أن يقول الإنسان تدبير الرب الحكيم ( أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون؟ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين. على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون. ولقد علمتم النشأة الأولى فلو لا تذكرون ) ثم يبدأ انقسام هذه الخلية الجديدة التي سميناها بالبيضة الملقحة ولقد منحت قدرة هائلة في التكاثر حتى أن الأطباء يعرفون هذا الشيء كما يقول القرآن ( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) إن كبر الرحم والبطن عند المرأة وبسرعة هو بالدرجة الأولى حمل ثم نشكل بغيره لأن نمو الرحم هو أسرع من نمو أخبث السرطانات المعروفة ولكن شتان ما بين هذا النمو الذي يقود إلى الحياة والنضارة ، وذلك إلى الموت والآلام وهكذا فإن قدرة الحياة أسرع من الموت.
إن الخلية الجديدة التي تبلغ من الوزن جزءاً من مليون من الغرام