( لمعة النفير ) ونعيد فنذكر القارىء أن الميكرون هو جزء من ألف من الميلمتر وهكذا فإن طول النفير يبلغ ( ٢٤٠ ألف ) ضعف للنطفة وتعبر النطفة ثلثي هذه المسافة في مدى ساعات ثم لنتصور كثافة القذائف المتسابقة فهي كما ذكرنا بالملايين والسبّاق الأول هو الذي يلتحم بالبويضة حيث إنه يقترب من البويضة ويرسل لها انزيماً خاصاً يعتبر كرسول يخبر البويضة أن ها قد جئت فافتحي الباب فتبعث له إشارة من جدارها الخارجي أن اقترب وهو مخروط الجذب كما يسميه الأطباء حيث تتبارز منطقة صغيرة من الجدار الخارجي للبويضة فيقترب من هذا التبارز الحيوان المنوي وإذا بالجدار ينفلق من جهته ويلجه الحيوان المنوي بقلنسوته المصفحة من جهة ثانية ويترك وراءه الذنب الطويل الذي ساعده في هذه الرحلة الطويلة فجزاه الله كل خير ، ولكن لم يعد بحاجة اليه فليبق إذن في الخارج وليدخل إلى جوف البويضة الحشوة الانسانية النصفية. وتقترب النواتان وتندمج الصبغيات وتكتمل وإذا بالكروموسومات تتراكب على بعضها وتخلق انساناً جديداً له صفات الأب والأم معاً.
وهنا نتساءل وكم تساءلنا وكم سوف نتساءل مع المستقبل أين تكمن الصفات الوراثية لهذا الانسان الجديد؟ إنها تكمن في الحمض البربي النووي منقوص الاكسجين الذي رمزنا له بـ. D.N.A ( د. ن. آ ) كل صفات الإنسان تكمن في هذا الحمض الذي يبلغ من الطول (٣٠) ثلاثين انغستروم A o ولكن كما قال العالمان واطسون وكريك يتكون من ألف دورة يتوزع فيها المورثات التي تحمل صفات الانسان الإرثية بطريقة يعجز الطب عن تفسيرها. إن البيضة التي تكونت الآن من اجتماع البويضة التي انطلقت من المبيض والنطفة القادمة من الذكر تبلغ من الوزن جزءاً من مليون من الغرام وهذا الجزء اليسير سيخلق منه الإنسان بكامله وصدق الخالق العظيم ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه