(وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً)(١) النزع هو الشد ، والغرق هو جسم يغرق فى الماء ، ونزع الدلو من البئر يكون بعد رمى الدلو فى البئر وغرقه فى ماؤه ، ثم ينزعه النازع بواسطة حبل بالدلو نفسه ، والنازع هو الشخص والمنزوع به هو الحبل ، والغارق هو الدلو ، أما قول الله عزوجل والنازعات غرقا فيه قوة لفظية جامعة للنازع والمنزوع به والغارق ، حيث جعل الله عزوجل النازع والغارق شىء واحد أى الغرق وقتما شاء ويستبعد بالطبع الموصوف بالآية صفته أنه يستطيع أن ينزع نفسه من الغرق وقتما شاء ونستبعد بالطبع الأسماك والاحياء البحرية من هذا التأويل وذلك لقوله عزوجل في السورة نفسها (" أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها") فلا بد أن تكون هذه النازعات من صنع الإنسان وعلي هذا فإن الإنسان لم يصنع شيء بهذه الصفة إلا الغواصات البحرية الحربية والغواصات الحربية سلاح خطير وقوة لا يستهان بها في الحروب فهي تكون غارقة في مياه البحار أو المحيطات وتسير في قاع المياه ولا يراها الناس من اليابس وتستطيع أن تنزع نفسها من القاع وقتما شاءت علاوة علي أنها تضرب أهدافها بالصواريخ وهي في قاع المياه ، وذلك كما رأينا في حرب أمريكا وأنجلترا للعراق.
وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً : ـ والناشط هو الذي يبدأ سريعا ونشطا هو الذي يزيد في سرعته وذلك لأن مصدر ناشط نشط ونشط عكس كسل وهو الخمول في الحركة وإذا كان الكسل صفة ناس قيل كسالى وذلك لقول الله عزوجل : (وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى) (النساء) من ثم فان الناشطات نشطا تنطبق علي الزوارق البحرية واللنشات البحرية الحربية التى تبدأ في
__________________
(١) جاء بمثل هذا المعني الأستاذ دكتور / فاروق الدسوقي ، وعلي الرغم من صدق هذا التأويل إلا أنه آثار جدلا ولأن تأويل وضع عليه اسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ليس من السهل الإعراض عنه ، وحيث أن التأويل ينطبق أيضا علي الأسماك والأحياء البحرية ، ولما هداني عزوجل إلى الأدلة والبراهين والطريقة التى قامت بدورها بكشف باقي الأشراط.