(" إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ") قال أبو هريرة : هى أمثالنا على معنى أنه يحشر البهائم غدا ويقتص للجماء من القرناء ثم يقول الله لها : كونى ترابا.
(" ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ") أى القرآن أى ما تركنا شيئا من أمر الدين إلا وقد دللنا علية فى القرآن ، أما دلالة مبينة مشروحة ، وأما مجملة يتلقى بيانها من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.
(" وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ") ابتداء وخبر ، أى عدموا الانتفاع بأسماعهم وأبصارهم" فى الظلمات" أى ظلمات الكفر ، وقال القرطبى : كل أمة من الدواب وغيرها تهتدى لمصالحها والكفار لا يهتدون.
فى التفسير جاء التكذيب بآيات الله على الكفار وليس على الدواب والطيور لأنهم يعلمون أن الطيور والدواب لا يكذبون بآيات الله عزوجل ، ولكن الآية توضح الحشر للدابة والطائر الذى يطير بجناحيه ، ويكون المترتب على حشرهم أن الذين كذبوا بآيات الله صم وبكم فى الظلمات ، وذلك الواو كحرف عطف بينهما :
(" ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا")
من ثم فان الآية فيها مخالفة لعلمهم الراسخ بالطيور والدواب وهو انهم لا يكذبون بآيات الله عزوجل.
ولكن فى زمننا هذا ظهر الحق فى الآيتين ، ولما ذا المولى عزوجل ربط بين حشرهم وتكذبيهم بآيات الله بحرف العطف وأو ، وذلك مما يجعل التكذيب بآياته يقع عليهم.
ولكن قبل البدء فى شرح الآيات يجب البرهان على أن الطيور ليس بينهم مكذب بآيات الله وكذلك الدواب من غير الإنسان ، وذلك من آيات الله عزوجل.
١ ـ بالنسبة للطيور ، وذلك فى قول الله عزوجل :