وتذروه الرياح أي تطيره الرياح ، فيكون حال الهشيمة الواحدة أنها ذارية أي طائرة ، فيكون حال الهشيم كجمع أنهن ذاريات أي طائرات في السماء أو مندفعات في السماء ، وذروا تفيد شدة اندفاعها في السماء.
من ثم فإن (" الذَّارِياتِ ذَرْوا ً") هي المندفعات في السماء بشدة وسرعة ، والواو تفيد قسم الله عزوجل بها ، وتنطبق هذه الأشياء التي تندفع بسرعة وشدة في السماء على الصواريخ التى تم صنعها منذ أكثر من ثمانين سنة وما زالت تطور ، فهي تندفع في السماء بسرعة قد لا تراها العين المجردة ، وهو الصاروخ في بدء تصنيعه ، وفعل الصاروخ الواحد البدائي أنه يدمر في حدود عشرة مترا مربعا تقريبا من مكان سقوطه ومدى اندفاعه في السماء ما بين ١٠ أو ٢٠ كيلومترا مربعا.
(فَالْحامِلاتِ وِقْراً (٢)) : ووقرا بفتح الواو بمعنى الذى يحجب السمع عن الاذن لقول الله عزوجل :
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٨)) صدق الله العظيم ـ سورة ـ لقمان ـ وأما وقرا بكسر الواو بمعنى ثقل الحمل ، فيكون المعنى فى الآية فالحاملات حملا ثقيلا ، والحاملات وقرا هى التى تحمل ما هو اكثر من حمل الذاريات ذروا ، وحمل الذاريات ذروا يدمر فى حدود ١٠ أو ٢٠ مترا مربعا من مكان سقوطها ، ومن ثم فإن الحاملات وقرا بحملها الثقيل تدمر ما هو اكثر بكثير من الذاريات ذروا ، وهذا ينطبق على الصواريخ التى تحمل الرءوس النووية ، وهى من أسلحة الدمار الشامل ، وتدل الفاء فى كلمة فالحاملات أن الحاملات وقرا ظهرت بعد الذاريات ذروا ، وهذا الذى حدث بالفعل ، وهو صناعه الصواريخ العادية ذات البارود ، وبعد اكتشاف قوة الانشطار النووى والقنبلة الذرية أصبحت الصواريخ تحمل