الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه ، وسيأتى ذكر ذلك فى آخر هذا الفصل بإذن الله تعالى وفضله.
أما ما جاء فى تفسير الصافات بأنها صفوف المسلمين فى الصلاة ، فإنه لا تسمى صفوف المسلمين فى الصلاة بالصافات بل تسمى بالصافون.
أما ما جاء فى تفسير الصافات بأنها الطيور ، فإنها حقا تكون صافات ، ولكننا لم نعهدها زاجرات فتاليات.
ولكن جاءت سورة النازعات بها برهانين يفيدان أنها صناعة سوف يصنعها الإنسان ، وجاء تحديد زمن الصناعة أنها تكون من ذكرى الساعة وأشراطها ، أنظر شرح سورة النازعات بالفصل الأول.
وأنه جاءت سورة الصافات صفا على شاكلة النازعات غرقا ، وذلك مما يجعلنا نتجه إلى تفسيرها على أنها شرط من أشراط الساعة ، وإنها ستكون صناعة سوف يصنعها الإنسان أيضا. فزاد المولى عزوجل على هذا برهان آخر ، وهو التاكيد بأن الصافات صفا سوف تكون صناعه يصنعها الإنسان وذلك من قوله عزوجل فى سورة الصافات نفسها.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(١٠) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (١١)) صدق الله العظيم (الصافات) وذلك حتى يقارنوا ما نتج عن صناعة الصافات بخلق الله لهم.
ومن ثم فإن تأويل" والصافات صفا" يرجع إلى قول الله عزوجل (" فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها") ، وأنه سوف تظهر صناعة ناتجة عن الصافات صفا