لكانت الدواعي تقوى الى نقله ، وقد جرت العادة بتعذر كتمانه . فاذا لم ينقل ذلك ، نقل مثله علم كذبه وهو أن يخبر المخبر بحادثة عظيمة وقعت في الجامع ، ورؤية الهلال والسماء مصحية (۱) في انه اذا لم يظهر النقل فيه علم انه كذب .
ومنها : أن تكون الحاجة في باب الدين الى نقله ماسة ، فاذا لم ينقل نقل نظيره في هذا الباب ، علم انه كذب . نحو ما نقول : ان العرب لو عارضت القرآن لوجب نقله كنقل نظيره ، لان الحاجة الى نقله كالحاجة الى نقل القرآن ، وحالهما في قرب العهد سواء (۲) ولذلك نقول : انه لا يجوز أن يكون للنبي صلى الله عليه وآله شرائع اخر لم تنقل الينا ، لانها لو كانت لنقلت نقل نظيرها لمساواتها لها في الحاجة اليها وقرب العهد بها . هذا اذا فرضنا ان الموانع والصوارف عن نقله كلها مرتفعة يجب ذلك .
فأما اذا جوزنا أن
يمنع من نقل بعض الاخبار مانع من خوف وما يجرى مجراه ، فلم يجب القطع على كذب ذلك الخبر ، لان هذا الذي ذكرناه حكم أكثر الفضائل المروية لامير المؤمنين عليه السلام والنص عليه . والعلة فيها ما قلناه من اعتراض موانع من خوف وتقية
_________________________
(۱) قوله ( والسماء مصحية ) أي لاغيم فيها . ويجب أن يقيد بنظر جمع كثير ، بحيث تحكم العادة برؤيتهم معه لو رأى .
(۲) قوله ( سواء ) أو المعارض أقرب .