من أن يقول : يقع العلم به وبالسبب جميعاً . أو يقول : ان العلم يقع به بشرط أن يقارنه السبب . أو يقول : ان العلم يقع به الا أن لا يكون السبب حاصلا .
وكل هذه الوجوه تبطل ، لانه يوجب أن لا يمتنع أن يخبر الجماعة العظيمة عن الشيءِ ولا يقترن بها ذلك السبب ، فلا يحصل عند خبرها العلم وهذا يؤدي الى تجويز أن نصدق من يخبرنا عن نفسه بأنه لا يعلم ان في الدنيا مكة مع اختلاطه بالناس ونشوءه بينهم وقد علمنا خلاف ذلك .
فأما ما يذكره (۱) من مشاهدة من رأى مخرق الثياب يلطم
_________________________
أن يكون السبب باعتبار تحققه في الواقع كاشفاً عن عدم المانع الذي هو ضد السبب ويمكن أن يراد بالاول أن يكون السبب جزءاً من المؤثر وفيه بعد .
(١) قوله ( فأما ما يذكره الخ ) كان يجب على المصنف أن يدل على عدم افادة الخبر الواحد العلم مطلقاً ، أي سواء كان نظرياً أو ضرورياً ، وسواء قارنه سبب أم لا ، لانه داخل فيما اختاره . وانما اكتفى فيه بابطال مثال مشاهدة مخرق الثياب مع الضمائم التي ذكرها النظام ، اشارة الى أن كل مثال يتصور فيما نحن فيه ليس أقوى من المذكور ، وكذا السيد في الذريعة (٢) اشار اليه ، وقال المحقق الحلي في الرسالة المسماة بالمعارج في اصول الفقه ، ولا احيل في بعض الاخبار انضمام قرائن قوية كثيرة تبلغ الى حد يفيد معها العلم (٣) ،
_________________________
(٢) الذريعة : ٥١٨ .
(۳) المعارج : الباب السابع في الاخبار ، الفصل الثاني ، المسألة الاولى .