في العقل لا يجوز العبادة بما طريقه الظن ، ثم يثبت انه تعبد به ، ولم يثبت لهذا القائل واحد من الامرين ، فلا يصح التعلق به .
فأما تعلقه بقوله : « وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ » (۱) فهو لا يدل على ايجاب خبر الواحد العلم ، لان معنى الاية النهي عن الكذب على الله تعالى ، وليس من عمل بخبر الواحد يضيف اليه (۲) ان الله تعالى قد قال ما تضمنه الخبر ، وانما يضيف اليه انه تعبده بالعمل بما تضمنه الخبر ، وذلك معلوم عنده بدليل دل عليه ، فيسقط بجميع ذلك هذا المذهب .
ولو كان خبر الواحد
يوجب العلم (۳) ، لما كان اختلاف الناس في قبوله وشكهم في صحته صحيحاً ، ولا صح التعارض في الاخبار (٤)
_________________________
(۲) قوله ( وليس من عمل بخبر الواحد يضيف اليه ) من الاضافة بمعنى الضم والضمير في اليه راجع الى العمل ، والمقصود ان العامل بخبر الواحد لا يجوز أن يفتى غيره بمضمونه حتى يحتمل كونه كاذباً ، بل انما يعمل به ويخبر عن وجوب العمل عليه نفسه تدبر .
(۳) قوله ( ولو كان خبر الواحد يوجب العلم ) هذا ابطال لقول من يجعل العلم تابعاً للعمل ، كما يذهب اليه مخالفونا .
(٤) قوله ( ولا صح التعارض في الاخبار ) بأن يكون صدق أحد الخبرين مستلزماً لكذب الاخر ، لا أن يكون مخبريهما نقيضين لجواز ذلك في أخبار الائمة
_________________________
(١) البقرة : ١٦٩ .