ولا احتيج الى اعتبار صفات الراوي (۱) ، ولا ترجيح بعض الاخبار على بعض ، وكل ذلك يبين فساد هذا المذهب .
فأما تسمية من سماه علماً ظاهراً ، فربما عبر عن الظن بأنه علم ، لان العلم لا يختلف حاله الى أن يكون ظاهراً وباطناً . فان أراد ذلك ، فهو خلاف في العبارة لا اعتبار به .
فأما من قال لا يجوز العمل
به عقلا (۲) ، فالذي يدل على بطلان قوله ان يقال : اذا تعبد الله تعالى بالشيء ، فانما يتعبد به لانه مصلحة لنا ، وينبغي أن يدلنا عليه وعلى صفته التي اذا علمناه عليها كان مصلحة لنا ، وصح منا أداؤه على ذلك الوجه ، ولا يمتنع ان تختلف
_________________________
عليهم السلام للتقية ونحوه . ويمكن أن يخصص قوله ( الاخبار ) بأخبار النبي صلى الله عليه وآله .
(۱) قوله ( ولا احتيج الى اعتبار صفات الراوي الخ ) أي كما اعتبروه ، ولا ينافي هذا جواز الاحتياج الى اعتبار صفات الراوي من حيث كون بعض الرواة أبعد من التقية من بعض ، وكذا الكلام في قوله ( ولا ترجيح بعض الاخبار على بعض ) .
(۲) قوله ( فأما من قال لا يجوز العمل به عقلا الخ ) ان أراد هذا القائل عدم الجواز في نفس الاحكام اذا لم يعترض من جهة المكلفين ما يمنع عنه ، فابطاله بما ذكره ظاهر الدفع تدبر ، وكذا يظهر مما ذكرنا بطلان ما قيل في هذا البحث .