٥ ـ محمد بن مسعود بن محمد ، قال حدثني علي بن محمد فيروزان القمّي قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن اسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال
______________________________________________________
فان ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا ، لان كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الاخرى منهما ساكنة فلك أن تصيرها واوا ان كانت الاولى مضمومة ، أو ياء ان كانت الاولى مكسورة نحو ائتمنه ، أو ألفا ان كانت الاولى مفتوحة نحو آمن (١).
قوله عليهالسلام : انتحال المبطلين (٢)
انتحل الشعر وتنحله ادعاه لنفسه وهو لغيره ، ونحله القوم كمنعه نسبه اليه وهو بريء عنه. فانتحال المبطلين اشراق (٣) المبطلة من المحقة شيئا من الطريقة الحقة ، وجعلهم اياه نحلة لا نفسهم واسنادهم اليهم ما ليس من مذهبهم ، ومحاولتهم بيان انطباق ما في الدين الحق على ما في عقيدتهم الباطلة ،
مثال ذلك استراق الاشاعرة من الحكماء الالهيين استناد وجود كل ممكن الى الواجب بالذات حقيقة ، وأن قدرة الباري الواجب بالذات واختياره مما لا يوجب كثرة في جهات ذاته الاحد الحق وحيثياته كما في من عداه من المختارين ، وأن ذاته الاحدية الصمدية غاية الغايات لكل تقرر ووجود على الاطلاق.
ثم اسنادهم اليهم القول بنفي تأثير ممكن في ممكن وعليّة ممكن لممكن بوجه من الوجوه أصلا ، ونفي القول بكونه سبحانه قادرا مختارا ، ونفي تعليل أفعاله تعالى بالعلة الغائية مطلقا. وهم براء عن ذلك كله فليعلم.
__________________
(١) الصحاح : ٥ / ٢٠٧١ ـ ٢٠٧٢
(٢) وفي النسخ كله وكذا في نسخة السيد من الرجال : تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين.
(٣) في « ن » : اشراف