لان حذيفة كان ركنا وابن مسعود خلط ووالى القوم ومال معهم وقال بهم ، وقال أيضا :
______________________________________________________
الاركان الاربعة بالاستقامة في موالاة علي بن أبي طالب عليهالسلام ومتابعته ومطاوعتة اياه بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا أحد القولين ، وقد نقله الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال (١)
والقول الاشهر أن رابع الاركان عمار بن ياسر مكان حذيفة بن يمان رضي الله تعالى عنهما.
قوله رحمه الله تعالى : وابن مسعود خلط ووالى القوم ومال معهم وقال بهم
« خلط » بتشديد اللام من التخليط ، « ووالى القوم » أي أظهر موالاتهم ، « ومال معهم » أي حاص معهم عن طريق الحق ، وحاد عن سواء السبيل ، كما حاصوا وحادوا « وقال بهم » أي أذعن لهم وانقاد في ظاهر الامر.
وقد ورد الاخبار وصح أن ابن مسعود قد رجع عما وقع منه وتندم وتظاهر بالتندم عليه.
ومن ذلك ما رواه الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين وشواهد التنزيل والحافظ أبو نعيم صاحب حلية الاولياء وابن عبد البر صاحب الاستيعاب وأبو بكر ابن مردويه وأبو عبد الله بن السراج ورهط غيرهم بأسانيد معتبرة عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يا بن مسعود انه قد نزلت في علي آية ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) (٢) وأنا مستودعكها ومسم لك خاصة الظلمة ، لكن لا أقول واعيا وعني له مؤديا ، من ظلم عليا مجلسي هذا فهو كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي.
فقال له الراوي : يا أبا عبد الرحمن أسمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟! قال : نعم قلت له : كيف؟ وأتيت الظالمين ، قال : لا جرم جليت عقوبة عملي وذلك أني
__________________
(١) رجال الشيخ : ٣٧
(٢) سورة الانفال : ٢٥