وكان يقعد في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو معتم بعمامة سوداء وكان ينادى يا باقر العلم يا باقر العلم ، فكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر ، فكان يقول لا والله ما أهجر ولكني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : انك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا ، فذاك الذي دعاني الى ما أقول ، قال ، فبينا جابر يتردد ذات
______________________________________________________
وحديث جابر هذا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مروي عند العامة والخاصة من طرق شتى وطرائق مختلفات ، والقدر المشترك بينهما متواتر بالاتفاق لدى الجميع.
قوله عليهالسلام : وهو معتم بعمامة سوداء
الاعتمام افتعال من العمامة ، بمعنى اتخاذها ولفها على الرأس ، وهي بكسر العين وتخفيف الميم واحدة العمائم ، وفي الكافي معتجر (١) مقام معتم ، والاعتجار أيضا لف العمامة على الرأس.
قال في المغرب : الاعتجار الاختمار والاعتمام أيضا ، وأما الاعتجار المنهي عنه في الصلاة ، وهو ليّ العمامة على الرأس من غير ادارة تحت الحنك كالاقتعاط عن الغوري والازهري ، وتفسير من قال هو أن يلف العمامة على رأسه ويبدي الهامة أقرب لأنه مأخوذة من معجر المرأة ، وهو ثوب كالعصابة تلفها المرأة على استدارة رأسها ، وفي الاجناس عن محمد المعتجر المنتقب بعمامته وقد غطى أنفه.
قوله عليهالسلام : كان ينادى يا باقر العلم
قال الجوهري في الصحاح : بقرت الشيء بقرا فتحته ووسعته ، ومنه قولهم أبقرها عن جنينها أي شق والتبقر التوسع في العلم والمال ، وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام الباقر لتبقره في العلم (٢).
قوله عليهالسلام : يقولون جابر يهجر
قال في المغرب : الهجر بالفتح الهذيان ومنه قوله تعالى « سامرا تهجرون » الهجر
__________________
(١) اصول الكافى : ١ / ٣٩٠
(٢) الصحاح : ٢ / ٥٩٤