الحجاز يختلفون الى الحسين بن علي ، وذكر أنه لا يأمن وثوبه ، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه يريد الخلاف يومه هذا ، ولست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده ، فاكتب إلي برأيك في هذا ، والسّلام.
فكتب اليه معاوية : أما بعد : فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين ، فاياك أن تعرض للحسين في شيء واترك حسينا ما تركك ، فانا لا نريد أن تعرّض له في شيء ما وفي ببيعتنا ولم ينز على سلطاننا ، فاكمن عنه ما لم يبدلك صفحته ، والسّلام.
______________________________________________________
والجيم الساكنة ، بمعنى ارسال الحمام للاختبار والاستخبار.
قوله عليه وعلى شجرته الملعونة الخبيثة أصلا وفصلا أشد اللعن والعذاب : ما لم ينز على سلطاننا
بفتح حرف المضارعة واسكان النون وضم الزاء ، من نزا على الشيء ينزو نزوا ونزوانا : أي وثب وثوبا وثبانا ، وقلب فلان ينزو الى كذا ينازع ويتوق اليه ، والتنزي التوثب والتسرع.
وفي مجمل اللغة : التنزي تسرع الانسان الى الشر ، وما نزاك على كذا أي ما حملك عليه ، يقال : بالتشديد وبالتخفيف ، ورجل منزو بكذا مولع به.
قوله : فاكمن عنه ما لم يبدلك صفحته
من كمن له كمونا ، بمعنى تواري واستخفي.
قال في المغرب : ومنه الكمين من حيل الحرب ، وهو أن يستخفوا في مكمن لا يفطن لهم ، وكمن عنه كمونا أي اختفي.
وفي القاموس : ان الفعل منه من بابي نصر وسمع ، ويقال : في المشهور من بابي ضرب ونصر (١).
__________________
(١) القاموس : ٤ / ٢٦٣