ردة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الا ثلاثة. فقلت : ومن الثلاثة؟ فقال : المقداد بن الاسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ، ثم عرف الناس بعد يسير ، قال : هؤلاء الذين دارت
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : وأبو ذر الغفارى
بفتح المعجمة وتشديد الراء المعجمه وتخفيف الفاء.
قال في المغرب : أصل الغفر الستر ، وغفار حي من العرب اليهم ينسب أبو ذر الغفاري وأبو بصرة الغفاري.
وقد صح عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم عند العامة والخاصة : ما اظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر لهجة. وفي رواية : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجه أصدق ولا أوفى من أبي ذر (١).
وفي طريق العامة من الصحاح في مصابيحهم ومشكاتهم أن أبا سفيان أتى على سلمان وأبي ذر وصهيب وبلال في نفر فقالوا : ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله فقال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش (٢) وسيدهم ، فأتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره فقال : يا أبا بكر لعلك اغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك ، فأتاهم فقال : يا اخوتاه أغضبتكم؟ قالوا : لا يغفر الله لك.
قوله عليهالسلام : ثم عرف الناس بعد يسير
أي تنبهوا وتعرفوا واستيقنوا الامر واتبعوا الحق ورجعوا الى أمير المؤمنين عليهالسلام بعد زمان يسير ، وازاحوا عن صدورهم وساوس تشكيكات المشككين ، وعن ذلك التعبير في كتب الرجال بالرجوع الى أمير المؤمنين عليهالسلام ، كما يقولون مثلا أبو سعيد الخدري مشكور من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين عليهالسلام.
__________________
(١) راجع الطرائف : ٤٠٥ المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا وتعاليقنا عليه.
(٢) وفي « س » : أتقولون هذا الشيخ قريشهم الخ