عرقا ، ولا بأنضرهن ورقا ، ولا بأطرإهنّ أصلا ، فصرت تأمرين فتطاعين ، وتدعين فتجابين ، وما مثلك الا كما قال أخو بني فهر :
مننت على قومي
فأبدوا عداوة |
|
فقلت لهم كفّوا
العداوة والشكرا |
ففيه رضا من
مثلكم لصديقه |
|
وأحج بكم أن
تجمعوا البغي والكفرا |
قال : ثم نهضت وأتيت أمير المؤمنين عليهالسلام فأخبرته بمقالتها وما رددت عليها ، فقال. أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك.
١٠٩ ـ قال الكشي : روى علي بن يزداد الصائغ الجرجاني ، عن عبد العزيز بن محمد بن عبد الاعلى الجزري ، عن خلف المحرومي البغدادي عن سفيان بن سعيد ، عن الزهري ، قال : سمعت الحارث يقول : استعمل علي عليهالسلام على البصرة عبد الله بن عباس ، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك عليا عليهالسلام ، وكان مبلغه ألفي ألف درهم.
فصعد علي عليهالسلام المنبر حين بلغه ذلك فبكي ، فقال : هذا ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في علمه وقدره يفعل مثل هذا ، فكيف يؤمن من كان دونه ، اللهم اني قد مللتهم فأرحني منهم ، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول.
١١٠ ـ قال الكشي : قال شيخ من أهل اليمامة ، يذكر عن معلى بن هلال ، عن الشعبي ، قال : لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة وذهب به الى الحجاز.
كتب اليه علي بن أبي طالب : من عبد الله علي بن أبي طالب الى عبد الله بن عباس أما بعد : فاني قد كنت أشركتك في أمانتي ، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي وموازرتي وأداء الامانة إلي فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب ، والعدو عليه قد حرب ، وأمانة الناس قد خربت ، وهذه الامور قد قست ، قلبت لا بن عمك ظهر المجن ، وفارقته مع المفارقين ، وخذلته أسوأ خذلان الخاذلين.
فكأنك لم تكن تريد الله بجهادك ، وكأنك لم تكن على بينة من ربك ، وكأنك انما كنت تكيد أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم على دنياهم ، وتنوي غرتهم ، فلما أمكنتك الشدة في