أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) الاية.
______________________________________________________
يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها.
وكان لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن يبايع تلك الاشهر فأرسل الى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك ، كراهية ليحضر عمر ، فقال عمر : لا والله لا تدخل عليهم وحدك ، وقال أبو بكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي فدخل عليهم أبو بكر ، فتشهد علي فقال : انا لن ننفس عليك خيرا ساقه الله عليك ، ولكنك استبددت علينا بالامر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فقال علي لا بي بكر : موعدك العشية للبيعة.
فلما صلّى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهّد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة ، وتشهّد وتشهّد علي وقال : لا يحملني على التخلف عن البيعة نفاسة على أبي بكر ولا انكارا للذي فضّله الله به ، ولكنا كنا نرى لنا في هذا الامر حقا ، فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا ، فسر بذلك المسلمون وقالوا : أصبت وكان المسلمون الى علي قريبا حين رجع الامر الى المعروف انتهى ما في صحيح البخاري (١). فلينظر على جبلة الانصاف هل ذلك اذعان لا بي بكر بالامامة واتيان له بالبيعة أو اعلان بأن أبا بكر متغلب بالخلافة ومستبد بالحق على أهله.
وقوله سبحانه : انقلبتم على أعقابكم
أي ارتددتم عن دينكم ورجعتم القهقرى ، كما فعل بنو اسرائيل بعد موت موسى على نبينا وعليه السلام.
__________________
(١) ورواه مسلم في صحيحه : ٣ / ١٣٨٠. وهنا تحقيقات ونكات حول هذه الرواية عن السيد بن طاوس في كتاب الطرائف ص ٢٥٨ فراجع تغتنم.