فقال : ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت ، كذب علي والله كذب علي والله لعن الله زرارة لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة ، انما قال لي من كان له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج؟ قلت : وقد وجب عليه الحج ، قال : فمستطيع هو؟ فقلت : لا حتى يؤذن له ، قلت : فأخبر زرارة بذلك؟ قال : نعم. قال زياد : فقدمت الكوفة فلقيت زرارة فأخبرته بما قال أبو عبد الله عليهالسلام وسكت عن لعنه ، فقال : اما أنه قد أعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم ، وصاحبكم هذا ليس له بصر بكلام الرجال.
______________________________________________________
التام ، والقدرة الحقيقية الواجبة ، والارادة الحقة القدوسية.
فهذا دين مولانا الصادق وآبائه الصادقين صلوات الله عليهم أجمعين وهو دين الله الحق الذي ارتضاه لعباده المؤمنين فليثبت.
قوله (ع) : قلت : وجب عليه الحج
مولانا الصادق عليهالسلام حيث فسر الاستطاعة للحج بالصحة البدنية والسعة المالية انما رام بها الاستطاعة المترتبة عليها وجوب الحج واستقرار التكليف به في ذمة المكلف.
فزرارة لم يفهم ذلك ، فمن سوء فهمه حسب أنه عليهالسلام أراد بها الاستطاعة المنبعث عنها فعل الحج وايقاعه.
ولم يعلم أن تلك الاستطاعة انما هي ارادة العبد المستندة الى ارادة الله تعالى ومشيته ، كما يقول القرآن الحكيم ( وَما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ ) (١) فالعبد مختار غير مجبور في فعله.
ضرورة أن فعله منبعث عن ارادته واختياره ، وان كانت المبادي والاسباب المترتبة الموجبة لإرادته واختياره مستندة الى إرادة الله تعالى واختياره ، فلا يريد ولا يختار الا أن يؤذن له في قضاء الله سبحانه وقدره ، والثواب والعقاب من لوازم
__________________
(١) سورة الانسان : ٣٠