تلقّيته فيمن تلقاه فسار حتى انتهى الى كربلاء ، فقال : ما تسمون هذه؟ قالوا كربلاء فقال : هذه مصارع اخواني ، هذا موضع رحالهم ، وهذا مناخ ركابهم ، وهذا مهراق دمائهم ، قتل بها خير الاولين ، ويقتل بها خير الاخرين ، ثم سار حتى انتهى الى حروراء ، فقال : ما تسمون هذه الارض؟ قالوا : حروراء. فقال : حروراء خرج بها
______________________________________________________
قوله رحمهالله : تلقيته فيمن تلقاه
على التفعل من اللقاء ، أي استقبلته في جملة من استقبله ، ومنه النهي عن تلقي الركبان في كتاب المتاجر.
قوله رضى الله تعالى عنه : وهذا مناخ ركابهم
بضم الميم على اسم المكان من باب الافعال فانه يكون على هيئة اسم المفعول ، وركابهم بكسر الراء وهو اسم لجنس الابل.
قال في القاموس : المناخ بالضم مبرك الابل وقال : الركاب ككتاب الابل واحدتها راحلة (١).
قوله رحمهالله : وهذا مهراق دمائهم
بضم الميم وفتح الهاء على مفعل ، بالفتح أيضا اسم المكان من هراق الماء يهريقه ، بفتح الهاء فيهما هراقة بالكسر ، بمعنى أراقه يريقه اراقة صبه ، والهاء بدل من الهمزة وصارت بلزومها كأنها من نفس الحرف ، فلذلك ربما يبنى منه أهراق بفتح الهمزة يهريق بتسكين الهاء فيهما أهرياقا على الجمع بين البدل والمبدل. وبسط القول فيه في المعلقات على الفقيه وعلى الاستبصار.
قوله رضى الله تعالى عنه : قتل بها خير الاولين
كأنه عني به هابيل وخير الاخرين هو أبو عبد الله الحسين عليهالسلام.
قوله رحمهالله : الى حرورا
هي بإهمال الهاء المفتوحة وضم الراء قبل الواو وبالقصر وبالمد قرية الخوارج
__________________
(١) القاموس : ١ / ٢٧٢ و ٧٥