ألا أن لكم منايا تتبعها بلايا ، فان عند علي عليهالسلام علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران ، قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنت وصيّي وخلفيتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى ، ولكنّكم أصبتم سنّة الاولى وأخطأتم سبيلكم ،
______________________________________________________
قوله رضى الله تعالى عنه : علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب
المنايا الآجال جمع المنية ، وهي الاجل المقدر للحيوان ، من مناه يمنيه بمعنى قدره ، ومنى له الماني أي قدر ، فالمنية سميت منية لأنها مقدرة لكل ، ومن هناك سمي بها الموت.
وعلم الوصايا المراد به علم الشرائع.
وفصل الخطاب هو الفارق بين الحق والباطل على الفصل والقطع.
قوله رضى الله تعالى عنه : سنة الاولى
على اسم الاشارة ، واصابة الشيء ادراكه ونيله ، والخطأ العدول عن الجهة ، وكل من عدل عن سمت شيء ولم يصبه فقد أخطأه ، قالوا : وجملة الامر أن من أراد شيئا واتفق منه غيره يقال : أخطأ ، وان وقع منه كما أراده يقال أصاب ، ويقال لمن فعل فعلا لا يحسن أو أراد ارادة لا تجمل يقال : أخطأ ، ولهذا يقال : أصاب الخطأ وأخطأ الصواب وأصاب الصواب وأخطأ الخطاء.
و « أصبتم سنة الاولى » أي أصبتم طريقة أولئك الاقوام من بني اسرائيل الذين ارتدوا عن السبيل من بعد موسى عليهالسلام ، وأخطأتم سبيلكم ورجعتم في دينكم القهقرى كما أنهم رجعوا.
وقد أنبأ عن ذلك التنزيل الكريم بقوله سبحانه ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) (١) والسنة المتواترة الصحيحة الثابتة عند العامة والخاصة من طرق متشعبة على متون متلونة.
من ذلك في صحيحي البخاري ومسلم وصحيحي النسائي والترمذي وفي
__________________
(١) آل عمران : ١٤٤