ولا مال يقويني ، وكان من شأني ما قد كان ، حتى أتيت محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه ورأيت من العلامة ما أخبرت بها ، فأنقذني به من النار فبنت من الدنيا على المعرفة التي دخلت عليها في الإسلام.
الا أيّها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوا عنّي قد أتيت العلم كبيرا ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة لمجنون وقالت طائفة أخرى ؛ اللهم اغفر لقاتل سلمان.
______________________________________________________
قوله رضى الله تعالى عنه : فبنت من الدنيا
بكسر الموحدة واسكان النون من بان عن الشيء يبين بينا وبينونة وبينونا : انفصل عنه وانقطع وانقلع ، والبين أيضا الوصل فهو من الاضداد ، والبون : الفضل والمزية ، يقال بانه يبينه ويبونه وباينه فاضله وفضل عليه ، ومنها وبينها بون بعيد.
قال في الصحاح : والواو أفصح فأما في البعد فيقال : ان بينهما لبينا لا غير (١)
قوله رضى الله تعالى عنه : على المعرفه التى دخلت عليها
على بيانيه أو نهجية ، أي بينونتي من الدنيا كانت على المعرفة التي كان دخولي في الإسلام عليها.
قوله رضى الله تعالى عنه : قد أتيت العلم كبيرا
على صيغة المعلوم من أتاه يأتيه اتيانا ، بمعنى جاءه وحضره ، و « كبيرا » منصوب على الحال ، أي أتيته على الكبر ، أو على ما لم يسم فاعله منه ، و « العلم » منصوب على أنه منزوع الخافض ، أي أتيت بالعلم على الكبر.
ويروى (٢) أتيت العلم كثيرا على المجهول من الايتاء بمعنى الاعطاء ، اي قد اعطيت علما كثيرا.
__________________
(١) الصحاح : ٥ / ٢٠٨٢
(٢) كما في المطبوع منه بجامعة مشهد