فاذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأس المتبوع : فعليكم بآل محمد فإنّهم القادة الى الجنّة
______________________________________________________
قوله رضى الله تعالى عنه : الفتن كقطع الليل المظلم
قد ورد ذلك عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في أخباره عليهالسلام عن الفتن بعده ، يروى بكسر القاف واسكان الطاء على المفرد وفتح الطاء على الجمع.
قال ابن الاثير في النهاية : قطع الليل طائفة منه وقطعة وجمع القطعة قطع ، أراد فتنة مظلمة سوداء تعظيما لشأنها (١).
وقد ورد في تفسير قوله سبحانه ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) (٢) أن المراد بها فتنة الامامة والخلافة بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وروى ذلك صاحب الاستيعاب يوسف بن عبد البر عن عبد الله بن مسعود عنه عليهالسلام. وأخرجناه في شرح التقدمة.
قوله رضى الله تعالى عنه : يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأس المتبوع
الموضع بضم الميم وكسر الضاد على اسم الفاعل من باب الافعال يقال : وضع البعير وغيره أي أسرع في سيره وأوضعه راكبه.
قال ابن الاثير في النهاية : في حديث الحج وأوضع في وادي محسر ، وضع البعير يضع وضعا وأوضع راكبه ايضاعا اذا حمله على سرعة السير ، وأوضعت بالراكب أي حملته على أن يوضع مركوبه ، ومنه حديث حذيفة بن أسيد شر الناس في الفتنة الراكب الموضع أي المسرع فيها ، وقد تكرر في الحديث (٣).
والمصقع بكسر الميم وفتح القاف على البناء للمبالغة.
__________________
(١) نهاية ابن الاثير : ٤ / ٨٣
(٢) سورة الانفال : ٢٥
(٣) نهاية ابن الاثير : ٥ / ١٩٦