|
أما أنك أحق من أن تحدث في الإسلام ما لم يكن ، وأنك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة لأحد من الناس أحق بها منك. |
فشتمه ابن زياد وشتم حسينا وعليا وعقيلا!
لقد نضحت آنية ابن مرجانة بما فيها من فحش وخنا ، وأسمع مسلما ما لاتحمله الجبال الرواسي ، فما إستهان ، ولا استلان ولا تكعكع عن ابداء الحقيقة للناس ، وايقافهم على مخازيه ، ومخاريق أبيه ، وبوائق من استعملهما حتى أحرج الموقف وسدّ المذاهب عليه فلم ير الدعي وسيلة لمقابلة ابن عقيل إلا بسب أميرالمؤمنين ذلك الذي يقول فيه رسول الله :
|
« يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت وما عرفني إلا الله وأنت وما عرفك إلا الله وأنا (٤). يا علي من سبّك فقد سبّني ومن سبني فقد سب الله (٥) ». |
ههنا لم يطلق مسلم صبرا وان صبر قبل ذلك على مثل حز المدى فقال لابن مرجانة : « فاقض ما أنت قاض يا عدو الله. »
كم السر من لوازم المروءة ، فإن في إفشائه اما فضيحة على من أذيع عنه ان كان ذلك المذاع من الرذائل غير متجاهر بها ،والله سبحانه يحب الستر على المؤمنين ابقاء لحيثيّاتهم في الجامعة ، وكلاءة لعضويّتهم فيها ، فإن الحط من الكرامة يوجب سقوط محله بين الناس ، ويعود منبوذا بينهم فلا يصغى لقوله ، ولا يحترم مقامه ، فيختل التكاتف ، والتعاون على حفظ النظام ، ويكون ذلك مبدأت لتجري الغير كما هو مقتضى الجبلة البشرية ، ومثالا لنفرة أناس ممن يترفّعون عن أمثالها ، فتسود المنابذة ، وتحتدم البغضاء ، واذا كان المولى سبحانه وهو القابض على ازمّة الخلق القادر على كشف ما انطوت عليه ضمائرهم يستر عليهم ويفيض ألطافه مع التناهي ، وينادي كنابه العزيز : « ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ».
__________________
٤) دار السلام للنوري ج٢ ص٣٣٨.
٥) تقدم في الأبحاث السابقة رد سعد على معاوية لما أراد منه أن يسب عليا.